أمهات من هناك و أطفال من هنا: تجربة أم مغربية بكندا
بمقاطعة كيبيك
بكندا، تجد أمهات من كل أنحاء العالم لكن الأمومة هنا تختلف عن المجتمعات الأصلية.
فكيف يتم التوفيق بين قيم المجتمع الذي ينحدر منه المهاجرون و قيم كندا ، المجتمع
الجديد. كوثر الوزاني مهاجرة مغربية في مقاطعة كيبيك بكندا. كريمة و كثيرة الكلام
و الابتسامة مرسومة دائما على محياها. من أجل محمد و مهدي، قررت بمعية زوجها قطع
المحيط الأطلنتي للاستقرار بكندا.
تمكنت كوثر من الحصول على شهادة عليا في الحقوق بالمغرب، و
كانت تسعى لامتهان المحاماة بكندا لكن الاختلاف في القوانين بين كندا و المغرب
جعلها تبدأ من الصفر و تدرس من جديد مجالا مختلفا و يتعلق الأمر هو تربية الأطفال
مما جعلها تحصل على دبلوم.
بعد وصولها برفقة زوجها و ابنها محمد صيف 2001، بدأت
العائلة حياة جديدة أغلب أيامها ثلج بخلاف طقس المغرب المشمس طوال السنة، و أعياد
الهالوين المسيحية و طبعا عادات و نمط عيش مختلف تماما على ما وراء المحيط
الاطلنتي. في سنة 2004، سيولد مهدي الذي لم يستطع تعلم لغته الأم و اندمج سريعا
بالثقافة الكيبيكية.
لما بلغ مهدي 4 سنوات، و عند رجوعه من الروضة كان يرفض بعض طلبات أمه
لأن بكل بساطة )
له الحق في ذلك. (
أما كوثر فثقافتها
مختلفة تماما. ففي عائلتها معروف على الطفل ضرورة الاحترام و عدم رفع الصوت في وجه
والديه و طاعة أوامرهما.
دور الأبوين بالمغرب هو توفير العناية و الحب و الأمان و
المأكل و المشرب و الرعاية، لكن بكندا الأمر يتجاوز ذلك. تقول كوثر: بكيبيك، تعلمنا
ممنوع ضرب الأطفال و أن هناك طرق أخرى للتربية، و أنا سعيدة بذلك. و كوثر تربت على
طاعة و احترام الوالدين، و من بين مظاهر الاحترام التي كبرت فيها هي أن تقبل يد
أمها و أبيها. لكن ما حدث لها مع ابنها مهدي كان مثيرا، حيث أنها لاحظت تردده على
تقبيل يدها أمام زملائه و خاطبته قائلا: لن أفرض عليك ذلك، لكنه إن رأيت أنه تصرف
بلا قيمة لا تفعله متخفيا.
كوثر تسعى جاهدة أن تعلم أبناءها لغتها الأم ودينها، وفي المقابل سعيدة بالعيش في بلد يوفر الأمن و
التسامح. و عندما سالتها المجلة هل تفكر في ولادة أطفال آخرين، ابتسمت كوثر و قالت
: أريد بنتا إن شاء الله.
عن مجلة naître et grandirبتصرف
إرسال تعليق