متى نقول ' لا ' للطفل و كيف؟
لا
شك أن الحياة لا تسير وفق نمط واحد، مما يجعلنا لا نحصل على كل ما نريد. فمن
المستحيل أن تلبى كل رغباتنا مما يجعل كلمتي لا و نعم هما مفتاح الاختيار و
القرار. وفي ميدان التربية، لابد أن نعلم أطفالنا على التعود على قبول كلمة لا و
نربيه كذلك على الرفض حين يكون الموقف يستدعي عدم القبول.
من
الخطأ أن نلبي للطفل كل ما يريد، و نربيه على تلبية كل رغباته مما يتناقض مع مبدأ
الحياة المذكور أعلاه. ما يجعله يفهم الأمور بشكل خاطئ و لا يميز بين الضار و
النافع و بين المقبول و المرفوض و بين الملائم و غير الملائم. فمتى نقول لا ؟ و
كيف؟
· لا
نقول لا دون أي سبب و خصوصا إذا لم يتحقق المانع من رفض الطلب، فإذا أنهى الطفل
واجباته و كل ما هو مطلوب منه لا يوجد سبب لمنعه من الخروج قليلا و اللعب مع
أقرانه.
· الرفض لابد أن يقترن بالتعليل و الإقناع، و
يكون ذلك عبر ذكر أسباب منطقية و إلا ستدرج عنده أنها تعسف لا غير. إن شرح الأسباب
يقوي علاقتك بطفلك، ويجعله يفهم أن الرفض
ليس حرمانا بل لأسباب معقولة.
· نوفر بديلا عن الرفض، فبدلا من منعه مرافقة طفل
آخر ترى أنه غير صالح نقترح عليه بديلا أو صديقا آخر و طبعا نقدم له الأسباب
المنطقية. و إذا رفضت شراء لعبة لسبب أو لأخر، من الضروري اقتراح أخرى أو تحديد موعد
لشرائها لأن الظروف غير مواتية الآن.
· نقبل رفضه لبعض الأشياء، مما يجعله يفهم معنى
لفظ لا و يشعر بأن الرفض حق وفق معايير و مع وجود أسباب معقولة. فمن حق طفلك أن
يرفض مرافقتك لزيارة شخص آخر
إن كلمة لا مهمة و ربما أكثر من كلمة نعم لأنها توفر
التوازن في شخصية الطفل، و تمهده لسبر أغوار الحياة المليئة بالنكسات و الأخطاء و
سوء التقدير. فالإنسان لا يستطيع أن يحصل على كل ما يريد، مما يجعل من المفيد أن
يتدرب على قبول الرفض منذ الصغر.
loading...
إرسال تعليق