الواجبات المدرسية : مع أم ضد؟
تثير مسالة الواجبات المنزلية نقاشا كبيرا في بعض الدول، فهناك من يقول
أنها ترهق الأطفال و تحرمهم من وقت اللعب. بل تتساءل هذه الفئة عن جدواها أصلا.
بينما تجدها فئة أخرى فرصة للأطفال لاستكمال تعلمات بدؤوها بحجرة الدرس. و في
الحقيقة كل فئة لها مبررات تكاد تكون منطقية، و في انتظار حسم الخلاف و النقاش بين
المربين و الخبراء التربويين، ندرج فيما يلي بعض من مبررات كل طرف.
مع الواجبات المدرسية
يرى البعض ان
الواجبات المنزلي تساعد الآباء على تقويم مستمر ويومي لمستوى أبنائهم، فهي بمثابة
آلية تتبع و تواصل بين المدرس و الآباء في الوقوف على مسار التعلم لدى الطفل. كما تمكن الطفل من المراجعة و ترسيخ المفاهيم
التي تعلمها بالمدرسة في جو أكثر هدوءا و في محيط مغاير عن القسم. بالإضافة أنها تعلم
الطفل تحمل المسؤولية منذ الصغر ( مسؤولية القيام بالواجب) و تساعد
الطفل على اكتساب ثقة في نفسه و الاستقلاية في التعلم و تنظيم الوقت و طلب المساعدة.
ضد الواجبات المدرسية
أما الطرف المعارض للواجبات المنزلية فيرى
أن الطفل بعد الرجوع للمنزل، يحتاج الطفل للعب والحركة و التحرر من جو المدرسة. كما أن بعض الآباء لا يتوفرون على وقت لمتابعة
الطفل، و قد تخلق بعض الصعوبات و المواد إشكاليات لدى الطفل مما يخلق له جوا نفسيا
صعبا في تعلم المفهوم أو المادة. بالإضافة أن الأطفال يختلفون في قدراتهم و إيقاع التعلم، فلا يمكن أن
نطلب منهم جميع القيام بنفس الواجبات من حيث الكم. و ينضم لهؤلاء بعض المدرسين الذين يرون
أن متابعة الواجبات وتصحيحها يأخذ وقتا طويلا
في المدرسة.
بعض الأساتذة يفضلون
تكليف الطفل بحصة قراءة بالمنزل عوض تمارين ومواد أخرى. لأنها أسهل للطفل و الآباء. والنص القرائي ينمي اللغة لدى الطفل سواء من حيث الرصيد
اللغوي أو القواعد.
إن نقاش الواجبات المنزلية قديم جدا و متواصل،
لكل مبرراته و أسبابه. يبقى الأهم في كل ذلك ألا نجهد الطفل و نحمله ما لا طاقة له.
ولا يجب أن ننسى أن الطفل ليس آلة بل هو ميولات
و قدرات و إنسان تخضع نفسيته و إمكانياته لظروف عدة.
إرسال تعليق